تقرير صحيفة القدس عن موسم قطف الزيتون في قرية قصره
موسم الزيتون بـ”قصرة”.. حرب على المحصول
نابلس-“القدس” دوت كوم- مهند العدم- تستعد عائلة عبد العظيم وادي من قرية قصرة شمال الضفة، لقطف مئات اشجار الزيتون المحاذية لاكثر المستوطنات ارهابا، مع بدء موسم قطف الزيتون بالاراضي الفلسطينية، وسط مخاوف من تزايد هجمات المستوطنين على المزارعين في ظل تصاعد الاوضاع بالمنطقة.
تمتد اراض قرية قصرة التي تقع جنوب شرق مدينة نابلس على مساحات واسعة، تحاصرها مستوطنات، “مجدليم” و”ايش كوديش” و”احيا”، ما يجعل موسم الزيتون بالقرية محفوفا بالمخاطر بعد تزايد هجمات المستوطنين على الاهالي واشجارهم في الاونة الاخيرة، كما يقول عبد العظيم وادي والذي يشغل منصب رئيس المجلس القروي.
اهالي القرية البالغ عددهم نحو 6 الاف مواطن يعيشون منذ سنوات حالة استنفار وخوف دائمين من هجمات المستوطنين المتكررة، يتفاقم الخوف مع بدء موسم قطف الزيتون والذي عادة ما تحصل فيه هجمات للمستوطنين.
ويقول وادي لـ”القدس” دوت كوم، إن القرية تحافظ منذ سنين على تقاليد موسم قطف الزيتون في كل عام، حيث يعلن شيخ القرية عبر سماعات المسجد بدء الموسم، ومع ساعات الصباح الباكر يتوجه سكان القرية الى منطقة محددة لقطف اشجارها، وبعد انتهاء جميع الاهالي من قطف ثمارهم يتوجهون لمنطقة اخرى، ويمنع اي مزارع من قطف زيتونه منفردا، حيث تقوم لجان شعبية بحماية اشجار الزيتون التي تقع في الجهات الاخرى، ويفرض غرامة مالية على المخالف تقدر بـ100 دينار.
وبين وادي “أن هذه العادة توفر الحماية للمزارعين من هجمات المستوطنين وتمنع الانفراد بهم من قبل المستوطنيين، وتعزز التعاون والتكافل بين الاهالي حيث تساعد العائلات التي انجزت قطاف ثمارها العائلات الاخرى ليتسنى لهم الانتقال معا الى المنطقة الاخرى”.
ويحتاج مزارعو القرية لاذن وتنسيق مسبقين مع سلطات الاحتلال لقطف ثمار الزيتون القريبة من المستوطنات المقامة على اراض القرية، حيث تمنح القرية عادة 5 ايام لقطف الاشجار المجاورة للمستوطنات، ويشير وادي في هذا السياق الى أن هذه الايام غير كافية لقطف جميع الاشجار ما يضطر بعض المزراعين لترك الثمار على اشجارهم.
ولا يتسنى للمزارعين الاهتمام باشجار الزيتون واراضيهم القريبة من المستوطنات، حيث لا يسمح الاحتلال للمزراعين بدخول الاراضي في المنطقة الجنوبية التي تقع بجوار البؤرة الاستيطانية “اشكودش”، ولم يتمكن اصحاب الارض من الدخول اليها سوى مرة واحدة عام 2014 بعد 15 عاما من المنع.
وتحول موسم الزيتون الدي “كان عرسا وطنيا” لموسم محفوف بالمخاطر، إذ اصيب خلال السنوات العشر الاخيرة ما يقارب من 400 مواطن وحرق اكثر من 2500 شجرة زيتون.
وتلجأ القرية كما يقول رئيس مجلسها، للاستعانة بمتطوعين اجانب وعرب لتوفير الحماية للسكان من هجمات المستوطنين والمساعدة بقطف الثمار.
ويقول المزارع السيتيني ابو محمد، ان المستوطنيين حرقوا له اشجار زيتون معمرة، ومنعوه من فلاحة الارض والعناية بأشجارها.